 |
| كريم الشاذلى |
تمهل .. واسمع مني .. فإني يا هذا ناصحك الأمين.
إنها المهنة الأوفر حظاً، والأكثر ربحاً وأماناً..
طُف بفكرك حيناً، وبناظرك أحياناً وسترى أن روادها يحيطون بنا من كل حدب وصوب..
افتح تلفازك أو جريدتك أو مذياعك ..
افتح عينك وستجدهم بين يديك ومن خلفك وفوق حائط بيتك، وفي مدرستك، ومكتبك الوظيفي.
ستجد منهم من يرتدي جلباباً، ومن يمسك مسبحة، ومن يتبختر في بذته المدنية أو العسكرية .
إنهم يحيطون بك إحاطة السوار بالمعصم، حتى صرت بينهم غريباً، والغريب يا صاحبي هو المستهدف، وهو الضحية.
إنها المهنة الأوفر حظاً، والأكثر ربحاً وأماناً..
طُف بفكرك حيناً، وبناظرك أحياناً وسترى أن روادها يحيطون بنا من كل حدب وصوب..
افتح تلفازك أو جريدتك أو مذياعك ..
افتح عينك وستجدهم بين يديك ومن خلفك وفوق حائط بيتك، وفي مدرستك، ومكتبك الوظيفي.
ستجد منهم من يرتدي جلباباً، ومن يمسك مسبحة، ومن يتبختر في بذته المدنية أو العسكرية .
إنهم يحيطون بك إحاطة السوار بالمعصم، حتى صرت بينهم غريباً، والغريب يا صاحبي هو المستهدف، وهو الضحية.
ستقول لي مُحتجاً، وهل ضاقت السبل فصار النصب هو السبيل؟
واسمح لي أن أجيب على سؤالك بسؤال ..!
ولماذا تبدأ الطريق من أوله إذا كان يمكنك أن تختصره في قفزة واحدة؟.
لدينا هنا الحل ..
والحل ـ صدقني ـ يسير، والعدة لو تدري أيسر ..
حُلة فاخرة، وبمثل ثمنها شهادة من هنا أو هناك ثم نبدأ الطريق ..
أنت الآن "باحث في التراث الإسلامي"، أو "دكتور في الطب البديل"، أو "خبير تنمية بشرية"، أو "أستاذ في الأدب الروسي" أو "دكتور وإعلامي ومفجر ثورة".
يحق لك أن تخطب في الناس عبر التلفاز أو المذياع، لك في رقبة الدولة دين، وعليك أن تحتال لأخذه، أحدهم قبل سنوات قليلة نال جائزة من الدولة بشهادة مجهولة المصدر يقل ثمنها عما أحدثك عنه، ستقول لي لكنهم كشفوه، إنها الصدفة يا صديقي، ثم ماذا جرى، إنه يرتدي قبعته، ويشذب شاربه، ويتمتع بقيمته جائزته التي هي من قوت الشعب، وفوق هذا يطل علينا بين حين وآخر عبر وسائل الإعلام ملقياً لنا طوق نجاة لينقذنا من واقعنا المتعصب العفن.
افهم هذا، قوتك الكبرى لن تتأتى من قوة منطقك، أو صفاء حجتك، هذا لا يحدث هنا، الناس في أوطاننا مستعدون فطرياً للإيمان بك، وعندما يحدث هذا لن تصبح هناك مسافات فاصلة، سيطوفون حول هالتك السحرية مندفعين كاندفاع الفراش إلى النار، سيقذفون بأنفسهم، وأموالهم، وأولادهم بين يديك.. فقط تحتاج إلى أن تبقيهم هكذا لأطول وقت ممكن، حتى يتوحدوا مع ما تقوله لهم، وحينها يصبحوا هم أنفسهم أتباعاً لك، سيصدقون كل ما تقول دون أن تبذل جهداً في جعله مقبولاً، إنهم يريدون أن يؤمنوا ويصدقوا، سيصعب عليهم كثيراً أن يواجهوا أنفسهم بالحقيقة!.
لا تخف .. لديك دائماً أساليبك الخاصة والتي لن يكتشفها أحد حتى لو كررتها آلاف المرات، عندما تشعر مثلا أن خطواتك لم تعد ثابتة عليك حينها أن تشغلهم بقضية ما، قضية ليس لهم فيها ناقة ولا بعير، شريطة أن تمس معتقداتهم، وعليك حينها أن تكون صادماً.
الق لهم طعماً ..
انهم يسبون النبي .. يتجرؤون على الصحابة .. يطالبون بخلع الحجاب .. يحرقون الكتب .. يهاجمون كتب التراث التي حفظت لنا الدين.
عندها لن يبصر أحد يدك التي تمتد في جيوبهم، ولا الأخرى التي تخنق أحلامهم وحاضرهم ومستقبلهم.
بعض المحترفين في النصب ـ وهذه مرحلة متقدمة ـ قد يفعلها ثم يسبق الجميع لينادي بالقصاص، ستنبهر يقينا وأنت تراه ذاهلاً يتمتم في حرقة تبدو للجميع حقيقية: "ليتني كنت أنا الضحية .. والله ليتني كنت أنا ذلك المسكين"!.
أراك لا زلت متشككاً يا صاحبي، والشك لو تدري محمود إلا في جدوى هذا الطريق!.
لو كان طريق النصب خطراً فكيف خرج علينا من يقول بأنه يملك علاجاً لأمراض الإيدز وفيروس سي، وضغط الدم، والسكر، والضعف الجنسي، ثم ينام في بيته هادئاً بعدما انكشفت خدعته؟!.
لو كان طريق النصب شائكاً، فكيف يطل علينا كل يوم هذا العدد من الإعلاميين ليطرحوا أفكارهم ورؤاهم بعدما سمعنا بأم آذاننا كبيرهم وهو يرسل لهم الأوامر، مشدداً على "أحمد" أن يكتب خلفه حتى لا يضيع حرفاً مما يقول؟!.
لو كان طريق النصب فيه ثمة مخاطرة، فهل يعقل أن يطيح هذا الدعي الأشر بكل ما تقوم به كليات الطب والصيدلة ويجلس مختالاً كالطاووس ليعالج أمراض الدنيا والآخرة ببضع وصفات من البردقوش والجنزبيل، ثم ها أنت تراه يفتتح قناته الخاصة، بعدما تعب من افتتاح أفرع لصيدلياته التي تبيع الوهم للناس!.
لو كان طريق النصب غير آمن، فكيف إذن يرتقي المنبر إمام ليحدث الناس عن كل شيء إلا ما يخص أمور دينهم ودنياهم.
إن إيقاع النصب صار غالباً، حتى غدا رجز قافلتنا من صميم لحنه ..وصار الحاكم والسجان والقاضي والجلاد يطربون له.
من ركب معهم فإنه إذ ذاك يغدوا هانئاً، ومناضلاً، وشريفاً ..
أما من أبى .. فلن يُبقي له ضميره من صديق!.
ستنكره الأرض وما عليها .. حتى يرى باطنها خير من ظاهرها .
فهل .. ستركب معنا ؟!.
أنت الآن "باحث في التراث الإسلامي"، أو "دكتور في الطب البديل"، أو "خبير تنمية بشرية"، أو "أستاذ في الأدب الروسي" أو "دكتور وإعلامي ومفجر ثورة".
يحق لك أن تخطب في الناس عبر التلفاز أو المذياع، لك في رقبة الدولة دين، وعليك أن تحتال لأخذه، أحدهم قبل سنوات قليلة نال جائزة من الدولة بشهادة مجهولة المصدر يقل ثمنها عما أحدثك عنه، ستقول لي لكنهم كشفوه، إنها الصدفة يا صديقي، ثم ماذا جرى، إنه يرتدي قبعته، ويشذب شاربه، ويتمتع بقيمته جائزته التي هي من قوت الشعب، وفوق هذا يطل علينا بين حين وآخر عبر وسائل الإعلام ملقياً لنا طوق نجاة لينقذنا من واقعنا المتعصب العفن.
افهم هذا، قوتك الكبرى لن تتأتى من قوة منطقك، أو صفاء حجتك، هذا لا يحدث هنا، الناس في أوطاننا مستعدون فطرياً للإيمان بك، وعندما يحدث هذا لن تصبح هناك مسافات فاصلة، سيطوفون حول هالتك السحرية مندفعين كاندفاع الفراش إلى النار، سيقذفون بأنفسهم، وأموالهم، وأولادهم بين يديك.. فقط تحتاج إلى أن تبقيهم هكذا لأطول وقت ممكن، حتى يتوحدوا مع ما تقوله لهم، وحينها يصبحوا هم أنفسهم أتباعاً لك، سيصدقون كل ما تقول دون أن تبذل جهداً في جعله مقبولاً، إنهم يريدون أن يؤمنوا ويصدقوا، سيصعب عليهم كثيراً أن يواجهوا أنفسهم بالحقيقة!.
لا تخف .. لديك دائماً أساليبك الخاصة والتي لن يكتشفها أحد حتى لو كررتها آلاف المرات، عندما تشعر مثلا أن خطواتك لم تعد ثابتة عليك حينها أن تشغلهم بقضية ما، قضية ليس لهم فيها ناقة ولا بعير، شريطة أن تمس معتقداتهم، وعليك حينها أن تكون صادماً.
الق لهم طعماً ..
انهم يسبون النبي .. يتجرؤون على الصحابة .. يطالبون بخلع الحجاب .. يحرقون الكتب .. يهاجمون كتب التراث التي حفظت لنا الدين.
عندها لن يبصر أحد يدك التي تمتد في جيوبهم، ولا الأخرى التي تخنق أحلامهم وحاضرهم ومستقبلهم.
بعض المحترفين في النصب ـ وهذه مرحلة متقدمة ـ قد يفعلها ثم يسبق الجميع لينادي بالقصاص، ستنبهر يقينا وأنت تراه ذاهلاً يتمتم في حرقة تبدو للجميع حقيقية: "ليتني كنت أنا الضحية .. والله ليتني كنت أنا ذلك المسكين"!.
أراك لا زلت متشككاً يا صاحبي، والشك لو تدري محمود إلا في جدوى هذا الطريق!.
لو كان طريق النصب خطراً فكيف خرج علينا من يقول بأنه يملك علاجاً لأمراض الإيدز وفيروس سي، وضغط الدم، والسكر، والضعف الجنسي، ثم ينام في بيته هادئاً بعدما انكشفت خدعته؟!.
لو كان طريق النصب شائكاً، فكيف يطل علينا كل يوم هذا العدد من الإعلاميين ليطرحوا أفكارهم ورؤاهم بعدما سمعنا بأم آذاننا كبيرهم وهو يرسل لهم الأوامر، مشدداً على "أحمد" أن يكتب خلفه حتى لا يضيع حرفاً مما يقول؟!.
لو كان طريق النصب فيه ثمة مخاطرة، فهل يعقل أن يطيح هذا الدعي الأشر بكل ما تقوم به كليات الطب والصيدلة ويجلس مختالاً كالطاووس ليعالج أمراض الدنيا والآخرة ببضع وصفات من البردقوش والجنزبيل، ثم ها أنت تراه يفتتح قناته الخاصة، بعدما تعب من افتتاح أفرع لصيدلياته التي تبيع الوهم للناس!.
لو كان طريق النصب غير آمن، فكيف إذن يرتقي المنبر إمام ليحدث الناس عن كل شيء إلا ما يخص أمور دينهم ودنياهم.
إن إيقاع النصب صار غالباً، حتى غدا رجز قافلتنا من صميم لحنه ..وصار الحاكم والسجان والقاضي والجلاد يطربون له.
من ركب معهم فإنه إذ ذاك يغدوا هانئاً، ومناضلاً، وشريفاً ..
أما من أبى .. فلن يُبقي له ضميره من صديق!.
ستنكره الأرض وما عليها .. حتى يرى باطنها خير من ظاهرها .
فهل .. ستركب معنا ؟!.
تعليقات
إرسال تعليق