في 3مايو 1987، أقدمت الأسطورة الفنية والغنائية الخالدة داليدا على الانتحار بعد أن تناولت جرعات زائدة من الأقراص المهدئة. غادرت هذا العالم تاركة وراءها رسالة فيها جملة واحدة: “سامحوني الحياة لم تعد تحتمل” .. لم يفهم محبو داليدا الأسباب الحقيقة التي دفعتها للانتحار لأن لدى داليدا 500 أغنية بلغات متعددة مازال الكثيرون منا يرددونها حتى اليوم بشغف كبير، أغنيات بتسع لغات، بالفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية واليابانية والهولندية والتركية، وحتى العبرية.
هذه “الحورية الغامضة”، كما كان يصفها بعض النقاد سحرت العالم بجمال قوامها ورشاقتها وشعرها الذهبي، اعتلت مسارح العالم كله وشغلت صفحات الجرائد العالمية لأن أغنياتها احتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين.
لكن الحقيقة المرة هي أن داليدا، واسمها الحقيقي يولاند كريستينا جيجليوتي، أخفت في كواليس حياتها الخاصة مأساة كبيرة اتسمت بالضبابية والغرابة لأن معظم الرجال الذين أحبتهم داليدا انتحروا في ظروف مأساوية .
في بداية حياتها العاطفية، أحبت رجلًا يدعى لوسيان موريس. لكنها قررت الانفصال عنه بعد أشهر قليلة لأنها وقعت في حب آخر، حب رسام يدعى جان سوبيسكي. رغم ما حصل، حاول موريس أن يقترن بامرأة أخرى. لكن علاقتهما لم تستمر فحاول مجددًا العودة إلى داليدا حبه الأول دون جدوى. إزاء ذلك، أقدم موريس على الانتحار مطلقًا النار على نفسه بعد فشل زواجه الثاني واستحالة عودته لداليدا حبه الأول.
عام 1967 استعادت داليدا شغف الحب عندما التقت شابًا إيطاليًا يدعى “لويجي تانغو” الذي كان يحلم بأن تدعمه داليدا ليصبح مغنيًا مشهورًا. لكنه فشل في مشاركته في مهرجان سان ريمو عام 1967 والذي كان سيطلقه إلى عالم النجومية. فأقدم أيضًا على الانتحار في أحد الفنادق، وكانت داليدا أول من رأى جثته مغطاة بالدماء.
هذا هو باختصار فيلم حياتها وراء الكواليس. فداليدا التي نجحت أيضًا في التمثيل ولاسيما في دورها الذي تميزت به في العام 1986 في الفيلم المصري ” اليوم السادس” من إخراج يوسف شاهين لم تمت على خشبة المسرح كما تقول أغنيتها الشهيرة. فالحقيقة تشير إلى أن داليدا عاشت أسيرة “العشق الممنوع” وقتلت نفسها من شدة الوحدة تاركة بصوتها الرائع أغنيات عن الحب والعشق والشغف، وهي تجسد واقعًا مغايرًا لنهاية حياتها التراجيدية.
رومي شنايدر. تلك الألمانية الحسناء التي عرفت كيف تسكن قلوب الفرنسيين أو عاشت بينهم وصارت ذات يوم نجمتهم الأولى، وفاتنة نجمهم الأول آلان ديلون، رومي شنايدر لم تعش سوى أربعة وأربعين عاما.
كان كل ما في حياة رومي شنايدر ينطق بالسعادة ويفصح عنها: فهي جميلة، ناجحة كممثلة، مرغوبة كامرأة. تعيش كما تريد وحين تريد. ويتدافع المخرجون لإدارتها في أدوار رائعة، كما يتدافع الجمهور لحضور أفلامها. ولكن النمساوية الأصل الألمانية التربية الفرنسية الهوى، لم تكن سعيدة. كانت تشعر دائما أنها تدفع ثمن نجاحها تخلي الجميع عنها، ولا سيما الرجال الذين أحبتهم. كانت تشعر دائما أنها وحيدة. وأخيرا حين رحل طفلها دافيد وهي بالكاد تقترب من الرابعة والأربعين من عمرها، بدت وكأنها تصرخ منتحبة: ها هو رجل آخر يتخلى عني. ولم يعد لديها ما تعيش من أجله. كان دافيد مات قبل أقل من عام، في حادث سخيف في بيت جده، ومنذ وفاته، غرقت رومي في ذلك الحزن الذي أخاف كل الذين يحبونها، وملأ الدنيا وشغل أعمدة الصحف. تلك الليلة الكئيبة في شقة شارع باربي-دي-جوا الباريسي، كانت ليلة نهاية رومي شنايدر.
أواخر سنوات السبعين كانت حامل بابنها دافيد، وكانت تمثل في فيلم «عميل مثلث» تحت إدارة تيرتس يونغ. وهي حين وضعت دايفيد كانت فرحتها مزدوجة إذ إنها نالت في الوقت نفسه جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم جديد من إخراج كلود سوتيه بعنوان «حكاية بسيطة». كانت رومي فرحة لكنها كانت قلقة حتى دون أن تدري أن الموت قرر، منذ ذلك الحين، أن يبدأ بزيارتها، تعاستها في ذلك الحين كانت عاطفية. وهي عبرت عن ذلك بقولها لصحافي سألها عن السعادة في العام 1979: «إن كل الظلال قد ابتعدت عني» وحين سألها الصحافي أية ظلال، أجابت بابتسامة شاحبة: «ظلال الرجال الذين قالوا لي يوما إنهم يحبونني، ثم لم يعطوني أي شيء. وظلت ضروب العصاب التي أجبرتني على تناول الأدوية للإبقاء على رأسي باردا حتى أتمكن من متابعة العمل. أنا لم يسبق لي أن كنت في حياتي سعيدة كما أنا اليوم».
غير أن الصحافي الذي كان يتلقى منها هذا الاعتراف سيقول لاحقا إنه لاحظ حزنا كبيرا في عينيها في اللحظة نفسها. وتذكر أنها قالت له على الفور: «لقد كنت في الماضي أعيش في هاجس أن يغدر بي أحد ما، أو يتركني شخص ما. كان كل ما حولي يقول لي إن سعادتي في خطر».
في ذلك الحين كانت وصلت إلى القمة، وكانت موضع آمال العدد الكبير من المخرجين يتمنون إدارتها في أفلامهم، من غرانييه دوفير («القطار» – 1973)، إلى كوستا غافراس («بريق امرأة» – 1979) ومن فرانسيس جيرو إلى كلود شايرول إلى أندريه زولانسكي، وصولا إلى برنار تافرنييه الذي أدارها في واحد من أجمل أفلامه «الموت على الهواء مباشرة» (1980).
ولكن كان من الواضح أن السيدة ليست سعيدة. ولا تحس أن السينما قادرة على إعطائها السعادة المرجوة. وحده الطفل دايفيد الذي وضعته في العام 1978، ثم أخته سارة، كان عزاءها في الحياة. تعمل من أجلهما، تركض من أجلهما، وتتمنى أن يكون حين تكبر ويكبران، أحن عليها من الرجال الذين ما عرفوا أبدا كيف يحتفظون بها، وكيف يعطونها حنانا كان من الواضح أنها تفتقر إليه.
من هنا، حين وقع ذلك الحادث السخيف لدافيد في بيت آل بيازيني في بلدة سان جرمان آن لي، قرب باريس، وأصيب بجرح في بطنه، استبد القلق برومي، استبد القلق برومي حتى وإن لم يكن هناك ما يوحي بأن الطفل سوف يفارق الحياة فيما كانت تجرى له عملية بسيطة في البطن. كل ما في الأمر أنه كان يحاول تسلق باب منزل آل بيارزيني، فجرح بطنه ونقل إلى المستشفى. لكن ما كانت رومي تخشاه دون أن تتوقع حدوثه، حدث: مات دافيد.
رومي بعد بكاء اليوم الأول والنحيب خلال الأيام التالية، خلدت إلى صمت مذهل. لم تعد تريد أن ترى أحدا. لم تعد تريد أن يكلمها أحد. أحست من جديد، حين رحل دافيد أن رجلا آخرا يغدر بها ويتركها. كثيرون من أصدقائها حاولوا الاقتراب منها ولاسيما لوران، رفيقها في ذلك الحين، لكنها كانت تبتسم لثوان ثم تخلد إلى الصمت من جديد. توقفت عن العمل. توقفت عن اللهو. توقفت عن التفكير. وبدا واضحا أنه لم يعد لديها شيء تعيش من أجله.
صحيح أنها في خضم ذلك كله لعبت دورا أو دورين، بل جربت المسرح حتى في مسرحية «قدسية المسابح جان» من تأليف بريخت. ولكن كان من الواضح أنها أضحت امرأة منتهية. فالصمت الطويل الذي كانت تخلد إليه، كان أعمق من أن يكون مجرد حزن على طفلها الراحل. كان بالأحرى حزنا عليها هي نفسها، حزن الكثيرون ولكن لم يفاجأ أحد. فهي كانت ماتت منذ زمن .. وبالتحديد، فقد مات ابنها دافيد أمام أنظار الجراحين الذين كانوا يحاول إنقاذ حياته، من جرح بسيط.
“إن أشد ما يرعبني في هذا الكون هو المياه، وخصوصا في عتمة الليل”.
المرأة التي قالت هذه العبارة أمام صحافي نقلها بدوره لاحقا إلى رجال الشرطة، سيكون قدرها أن تموت غارقة في المياه، في عتمة الليل، بعد أيام قلائل من لقائها الصحافي وتعبيرها أمامه عن ذلك الرعب المقيم المستبد بها، إنها السويدية الحسناء ناتالي وود. إذ في ليلة باردة ليلاء من أواخر شهر نوفمبر1981، وغير بعيد عن جزيرة سانتا كاتالينا على السواحل الغربية للولايات المتحدة، اختفت تلك السيدة ساعات لتكتشف جثتها طافية فوق الماء، رأسها إلى الأسفل ومرتدية ثياب النوم.وكان من الطبيعي أن ترعب الحادثة وتحزن أهل الفن ومشاهدي السينما، ذلك أن المرأة التي كانت نهايتها على تلك الشاكلة، كانت، وهي حية، واحدة من خطيبات أمريكا الشابات، وواحدة من نجوم هوليوود الأكثر وعدا وجمالا: ناتالي وود. والأدهى من هذا أنها، حين رحلت، كانت لا تزال في شرخ الصبا، بالكاد تجاوزت الأربعين عاما. وبالنسبة إلى المعجبين، كانت ناتالي وود رمزا للسعادة الدائمة، على رغم ذلك الحزن الذي كان يتسلل في لحظات إلى وجنتيها وعينيها.
في عام1961 أتى أداؤها لدور ماريا في «قصة الحي الغربي» ليوصل شهرتها إلى ذروة الذرى، فتصبح فاتنة الشبان والشابات في العالم أجمع.
في ذلك الحين كان كل شيء في الحياة يبتسم لها، وكانت أفلامها الكبيرة لا تزال أمامها، لكن شيئا ما في حياتها الخاصة كان قد بدأ ينذر بالخطر. حتى وإن كان المعجبون بها لم يتنبهوا إلى ذلك أول الأمر، إذ أن بهاء طلعتها وابتسامتها الدائمة وسمعتها كممثلة تعكس تطلعات الجيل الشاب، كان ذلك كله يقنع التعاسة التي كانت بدأت ترتسم في حياتها. صحيح أن ناتالي وود لم تتزوج سوى ثلاث مرات، اثنتان من رجل واحد هو روبرت فاغنز، والثالثة من منتج لم يدم زواجها معه طويلا، إلا أن شيئا من عدم الاستقرار كان يلوح في أفق حياتها منذ وقت مبكر. ولعل ذلك كان سبب، أو حتى نتيجة، ذلك الغموض القلق الذي كان يثب بين الحين والآخر إلى نظراتها. فهل يمكن القول إن ذلك نفسه كان في خلفية الجرأة – غير المعتادة في هوليوود تلك الأزمان – التي جعلتها تقبل بقبلة وارن بيتي لها في «روعة فوق العشب» أو بالظهور شبه عارية في «الغجرية» (1962) أو بقبول أدوار الفتاة المختلة عقليا في أكثر من فيلم؟
ربما. المهم في الأمر، أن النصف الثاني من حياة ناتالي وود، لم يكن على براءة وروعة النصف الأول، وهي لئن كانت قد أنهت النصف الأول بالطلاق (العام 1961) من روبرت فاغنز الذي كانت تزوجته في العام 1957، بعد حكاية حب عنيفة تناقلت الصحافة الفنية تفاصيلها في ذلك الحين، فإنها عادت إلى فاغنز في العام 1972 لتتزوجه من جديد، بعد أن أمضت من دونه عشرة أعوام كانت تقول إنها كانت شديدة الصعوبة. وهي خلال تلك الأعوام أنجبت ابنتها الوحيدة من زوجها المنتج، وقامت بأدوار عدة في أفلام متفاوتة القيمة مثل «الجنس والعزباء» (1964) و «السباق الكبير» (1965) و«بينلوب» (1966)، وخصوصا في «بوب وكارول وتيد وأليس» (1969) الذي كان واحدا من أجرأ الأفلام التي تحققت في هوليوود حتى ذلك الحين. ولكن ماذا بعد ذلك؟
عندما عادت ناتالي إلى روبرت فاغنز في العام 1972، كان تاريخها السينمائي قد بات وراءها كما يبدو، على رغم أنها بالكاد كانت تجاوزت الثلاثين من عمرها. فهل معنى هذا أنها عادت إليه امرأة مهزومة؟
أجل… بالأحرى. وإن لم تعترف هي بذلك أبدا.
وروبرت فاغنز كان في ذلك الحين في ذروة نجاحه، إن لم يكن سينمائيا – فهو أبدا لم يكن من كبار نجوم السينما – فتلفزيونيا على الأقل، وخصوصا من خلال مسلسل «هارت المليونير» الذي أسبغ عليه شهرة ما بعدها شهرة، وأموالا طائلة مكنته – على أية حال – من أن يؤمن لزوجته العائدة حياة مترفة مستقرة، بما في ذلك تمضية الإجازات في جزيرة سانتا كاتالينا، مع الأطفال (أطفاله وطفلتها)، وبما في ذلك، اليخت «سبلندور» (الذي أطلق عليه ذلك الأسم الرائع تيمنا بعنوان قصيدة للشاعر وودزورث قرأت ناتالي أسطرا منها في فيلم «روعة فوق العشب»).
عندما عادت ناتالي وود إلى روبرت فاغنز، احتفلت صحافة العالم كله بذلك و«بكى الكثيرون» حسبما نقلت مجلة «فانيتي فير» عن لانا وود شقيقة ناتالي. ولكن منذ تلك اللحظة وصاعدا، كانت ناتالي هي التي سوف تبكي وحدها: راحت تبكي مجدها الذي بدأ يخبو، وحكايات حبها القديمة الذي ذهبت أدراج الرياح، وخصوصا حب روبرت فاغنز لها. إذ، إنها في غمرة انشغالها بالعودة إليه لم تتنبه أول الأمر إلى ما كان يشاع عن علاقة غرامية تربطه بالنجمة ستيفاني باورز شريكته في «هارت المليونير». ولكن بالتدريج بدأت تلك الأمور تظهر لها تحت المجهر المكبر وكاد ذلك يدخلها وهاد اليأس لولا أن ظهر كريستوفر والكن، الممثل الشاب ذو الجمال الساحر، والأنثوي كما يقول البعض، في حياة الزوجين. فهل أغرمت ناتالي به؟
مهما كان الجواب فإن كريستوفر والكن، لا يكف عن الظهور في حياة الزوجين، وهو كان ثالثهما على اليخت «سبلندور» ليلة مصرع ناتالي وود، إضافة إلى قبطان المركب دنيس دافرن، الذي سيكون بعد عقدين من الحادثة، العنصر الرئيسي الذي اعتمد عليه التحقيق الذي قامت به مجلة «فانيتي فير» لمحاولة كشف بعض «أسرار» مصرع النجمة. وهو أبدى من التعاون والصراحة، ما جعل أسئلة عدة تقوم من حول الأسئلة الشكاكة.
مارلين مونرو “1926 – 1962″ تلك الفتاة التي لم تعرف على وجه اليقين من هو أبوها. أمها سكيرة ضائعة تخلت عنها وأودعتها بملجأ للأيتام. أنوثة فاتنة جرى انتهاكها منذ الطفولة من قبل عدد لا يحصى من الرجال. تزوجت مرارا ولم تنجب. ومن بين أزواجها الأديب والمفكر الأمريكي آرثر ميلر الذي رفض أن ينجب منها وكان يجبرها على الإجهاض إذا ما بدت بوادر الحمل.
امرأة عرفت الثراء والرجال والشهوة والشهرة كما عبر عنها أعتى الرجال من زمانها، ذاقت الفقر و البؤس في أكثر أشكالهما قسوة ولا أعني الفقر المادي وإنما الإنساني والعاطفي والأمني. عاشت حياة خالية من أي لحظة صدق اللهم إلا إدراكها أنها مجرد دمية مصطنعة. لا تملك حياتها التي كانت – حسب ما أتخيل – تجسيدًا مؤلما لحياة دنيوية حسية مزيفة لا مشاعر ولا أمان ولا احترام للذات رغم مظاهر الأبهة والإبهار.
ربما سمعت مارلين كامرأة أعذب أدبيات الغرام والغزل والعشق وكل ما يمكن أن يتاح لامرأة في مثل جمالها الحسي المثير. وربما التقت بأعتى الرجال قوة وهي تدرك في أعماقها أنهم بشر جيف ومجوفون وبلا قلوب. ومنتهى العذاب فعلا أن يعي المرء حقيقة هذا كله ولا يملك شيئًا إزاءه.
ومن أكثر ما قرأت وملأني بالدهشة ما ذكره حسنين هيكل عن مارلين مونرو في كتابه “كلام في السياسة” ونحن نعرف أن حياة مارلين مونرو – الدمية الجميلة – اختلطت فيها السياسة والسينما والجريمة ونشاطات أجهزة الأمن ونزوات زعماء أكبر دولة في العالم.
يقول الأستاذ هيكل في مجرى حديثه عن أسرة جون كيندي “… إن قصة جون كيندي وعائلته كانت إعادة في العصر الحديث لقصص عائلة “بورجيا” في أواخر القرون الوسطى في إيطاليا وهي أسرة مجنونة بجمع الذهب وتكديس الثروة طلبا للملك. إن نفس المشاهد تكررت تقريبا مع عائلة كيندي فالعائلة جمعت ثروة طائلة من المضاربة والتهريب والتعامل خفية مع عصابات المافيا.
ثم كانت الثروة التي تركزت في يد الأب “جوزيف كيندي” سبيله إلى شراء التأثير السياسي “وغير السياسي أيضا” وكانت أمواله هي التي حملت ابنه إلى البيت الأبيض. وقد دخل “جون” إلى البيت الأبيض وفي يده زوجته الجميلة “جاكلين” ولكن غرائزه كانت مسكونة بامرأة أخرى هي نجمة الإغراء الأشهر في القرن كله “مارلين مونرو” وبنزوة نجمة راحت “مارلين مونرو” تلح على كيندي أن يعترف بعلاقته بها وتهدده بإذاعة سره.
ولم يتورع “كيندي” عن إصدار الأمر بقتلها والغريب أن الذي تولى تدبير القتل – مستعينا بعناصر من المافيا شقيقه “روبرت” المدعي العام – أي وزير العدل – لكن روبرت قبل أن ينفذ أمر القتل لم يتورع عن غواية المرأة التي كلف بتصفيتها وأقام علاقة معها. وبعدها وليس قبلها حضر بنفسه عملية حقنها بإبرة تحمل سما لضمان صمتها وبحيث يكون الصمت أبديًا”.
إن الفتاة المسكينة قد ذهبت ضحية من الضحايا على مذبح الفن الجميل، فإن الفن الجميل قد أعطى مارلين فوق ما أخذ منها بحساب الجمال أو حساب المال أو حساب الشهرة والإعجاب، ولكنها في الحق قد خرجت إلى الدنيا ضحية لأبوين لاهيين حملا أمانة الذرية على غير حق فيها ولا قدرة عليها، فكانت مأساة مصرعها بيدها جريرة لمأساة مولدها على الرغم منها .. ولو شاءت هي لكان لها اجتهاد في طمأنينة القلب والوجدان كاجتهادها في فتنة الجسد والشهوة، ولكنها بما اختارته لدنياها مضت ولها نصيب من شقائها كنصيب الأب والأم ونصيب القدر المحتوم.
هذا المقال بقلم ياسمين حمدي
تعليقات
إرسال تعليق